السلام عليكم
اليوم ... وبعد أشهر عديدة من لقائكم، أنهينا وإياكم عاما دراسيا، أتمنى أن يكون نافعا للكل، عام اشتركنا فيه حجرة واحدة درسنا فيها، حجرة أوتنا من مطر الشتاء وحر شمس أوائل أيام الصيف.
بالنسبة إلي، فقد كان عاما مليئا بما يفرحني ومليئا بما يحبطني أيضا، ولم يكن كما أتوقعه من نواح (أصلها نواحي وحذفت الياء للتنوين) عديدة، تعرفت فيه على أناس كثر (تلاميذي)، منهم من أفرح كل الفرح لرؤيته أو لسماع صوته، ومنهم من أطير من الفرح فقط عندما أتذكره، فهذه الأيام اقشعر بدني من الفرح وأنا أنظر إلى تلميذ رائع مهذب محبوب عندي منهمك في حل أسئلة اختباره ، ومنهم من يزعجني حتى سماع اسمه، رغم هذا كلهم تلاميذي ولا يلام أحدهم فمازالوا في سن التعلم.
أنتم الآن في عطلة ... لا يعني هذا أنكم في عطلة دماغية ههههههه ، أتمنى لكم عطلة مفيدة، تتعلمون فيها ما يفيدكم فيما يأتي من حياتكم، التعلم لا يعني أنه لابد لك من ورقة وقلم ولكن التعلم هو ما يبقى في ذهنك من خبرات ومهارات، اتمنى أن ألقاكم بعد العطلة وقد تعلمتم الكثير مما يفيدكم، وقد أتعلم منكم حينها، اريد أن أركم يوما شعلة من الأخلاق التي تضيء ما حولها، وشعلة من العلم تضيؤون بها عالمنا، وأراكم أفرادا صالحين نافعين في المجتمع.
أن تكون فردا صالحا في المجتمع نافعا له، لا يعني أنك لابد أن تمتلك منصبا مرموقا، أو نقودا كثيرة لتتصدق بها، فالمرأة حتى ولو كانت ماكثة في البيت تربي أولادها أحسن تربية فهذه أنفع من تلك التي تجري مهرولة إلى عملها في الصباح الباكر تاركة وراءها أولادا يشتاقون للقائها، ولاتدري حالهم فبغياب الأم عن أولادها يتعلمون ما يفسد أخلاقهم فليس هناك من يوجههم إلى الصواب، والرجل البسيط الصالح صاحب الشهامة والقول الصادق والعمل الشريف أحسن من رجل لا يعلم حتى أي عام دراسي يدرس فيه أولاده، أو لا يعلم أي أشخاص يصاحبون.
ما أحلى أن نتعلم كيف نكون صالحين، كيف نرضي ربا وهبنا حياة يمتحننا فيها (( لنبلوهم أيهم أحسن عملا ... )) ليتنا نقرأ من قصص الصالحين من كل بقاع الأرض ومن كل الأجناس، ونتعلم منها من القيم ما يبقى راسخا فينا وفي قلوبنا، ليت ربنا بزرع في قلوبنا حب هذه القيم الأخلاقية العظيمة.
موضوع رائع وعطلة سعيدة للجميع
ردحذف