مثل ياباني

السلام عليكم
عذرا على هذا الموضوع الذي تملؤه رائحة اليأس،لا يعني هذا أني يئست أو فقد الأمل لكن ... يمكن القول أن العزيمة وهنت (ضعفت) قليلا.

سبب هذا اليأس لا أعلمه، لكن ماذا لو كنت مكاني ؟ ماذا ستحس أنت ؟ تخيل أنه بين يديك .. طفلا صغيرا مبتسما، أعجبك منظره فقررت أن تزيد المنظر جمالا وذلك بإضحاك الطفل، فمددت يدك إليه لتدغدغه، ففاجأك بالبكاء .. كيف سكون ردة فعلك ؟

لو كنت مكانك لأحرجني هذا الموقف، صحيح ليست نهاية العالم، لكن أن تجد ما لا تتوقعه من النتائج فهذا أمر صعب جدا على النفس الانسانية تقبله، كأن يجتهد طالب في دراسته ويحسن الاجابة يوم الامتحان فيفاجأ بعلامة سيئة، سيحبطه ذلك كثيرا.

قبل قليل أحسست أني لم أعش من الدنيا إلا لحظات قليلة، الآن ... أحسست أني عشت بما فيه الكفاية، أحسست وكأني في الستين من العمر، بعمر رجل عاش ما يكفي ليمل من كل شيء، لم يمل لأنه لا جديد في حياته وإنما مل لأنه لا شيء يبعث على الأمل في غد أفضل، في غد كما يتمناه، كما يتخيله، كما هو مرسوم في مخيلته ...

يقول المثل الياباني: "لا فائدة من ركل قط ميت"، أي أنه لا تتعب نفسك في شيء لا أمل فيه، فعندما ننصح شخصا ونرى بعد ذلك في أفعاله عكس ما نصحته على فعله، تراه وكأنه قط ميت، وتحس وكأنك ذلك الشخص الساذج الذي يركل قطا ميتا.

كل شيء محبط في نظرنا، لكنها سنة الحياة ... فليس علينا أن نطيل الحزن والتفكير في أمور كهذه وإنما علينا أن نشحن عزيمتنا بعد أن تفرغها هذه الأمور، فأنبياء الله قضوا عمرهم بأكمله في الدعوة إلى طريق الحق وفضائل الأخلاق ... فما رأيك يقض تسع مائة وخمسين سنة وهو يدعو الناس إلى توحيد الله وفي الأخير لا يصدقه إلا القلة القليلة ... ومنهم من قضى عمره كله وهو يدعو قومه إلى دين الله ولم يصدقه ولو شخص واحد، ولا حتى أهله أو أبناؤه ... 

قال الله تعالى: " ... إنك لا تهدي من أحببت، ولكن الله يهدي من يشاء ... "
وقال عز وجل أيضا: " ... لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ... "

أما في هذا الموضوع فأترك لكم الخلاصة لتستخلصوها بأنفسكم، لأرى تأثير الموضوع فيكم.


تعليقات

  1. فالحياة مزيج بين الحسن والسيء والمفرح والمزعج
    لذا علينا مواجهة الحقيقة فالهروب من الواقع ضعف
    وخوف فمهما واجهتك الظروف القاسية فقابلها بعزيمة واصرار
    وكن متاكدا ان مابعد الضيق الاالفرج وكما اقول دوما السعادة باب
    فلابد ان تجد لها مفتاح

    ردحذف
    الردود
    1. بارك الله فيك، ونفعنا بقولك، حسن جدا ما قلته، إنها الحياة، اللهم اجعلنا من الصابرين الشاكرين وقونا على الشدائد

      حذف
  2. لكن صحيح اني قرات النص مرات عدة
    لكني مع الاسف لم افهم لماذا اخترت مثل ياباني
    كعنوان من فضلك اريد تفسيرا لكي ازيل الغموض

    ردحذف
  3. عذرا على التأخر في الرد، لقد اخترت هذا العنوان للتعبير عن اليأس، ففي التدوينة أوردت المثل الياباني القائل " لا فائدة من ركب قط ميت "

    ردحذف

إرسال تعليق